جبنـــــــاء
لما انطلقت طليعة الجيش الإسلامى الأولى نحو معاقلهم بقيادة على بن أبى طالب، فاضت نفوسهم الشريرة ببعض ما تخزنه من خبث ودناءة ووضاعة فقد أسمعوا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى نبى الله( عليه السلام) ونسائه الطيبات الطاهرات من السب والشتم والقذف ما لم يسمح أحد من المؤرخين لنفسه بأن يورد نصه لفظاعته وبشاعته، ومع هذا فلم يرد المسلمون على هؤلاء اليهود السفهاء، بل التزموا الصمت، وكل الجواب الذى سمعه اليهود على شتمهم للنبى - صلى الله عليه وسلم - ونسائه الطيبات، هو قول على بن أبى طالب: السيف بيننا وبينكم.غير أن على بن أبى طالب، وهو أول من سبق باللواء إلى بنى قريظة، أشفق على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أن يسمع فى نفسه وفى نسائه ذلك السب القبيح.
ولذلك فإن علياً لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً من بعيد، ترك مقر كتيبة اللواء المرابطة حول حصون اليهود وانطلق، بعد أن أناب عنه فى حمل اللواء وقيادة الكتيبة أبا قتادة الأنصارى، انطلق مسرعاً نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستوقفه على بعد من حصون اليهود وطلب منه أن يقف بعيداً عن هذه الحصون لئلا يتأذى بسماع ما فاض به اليهود من سب مقذع فيه وفى نسائه.فقال على.. لا عليك يا رسول الله أن تدنو من هؤلاء الأخابث ، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم - : لعلك سمعت منهم لى أذى؟ قال.. نعم يا رسول الله.
فقال - صلى الله عليه وسلم - : لو رأونى لم يقولوا من ذلك شيئاً ثم واصل الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - تقدمه نحو حصون اليهود تحيط به هيئة أركان حربه من صفوة أصحابه، حتى دنا من حصون قريظة الغادرة.
وهناك وحيث يسمع النبى - صلى الله عليه وسلم - كلام اليهود ويسمعون كلامه نادى نفراً من قادتهم، فلما ظهروا فى أبراج حصونهم قال لهم - صلى الله عليه وسلم - .. يا إخوة القردة وعبدة الطاغوت، هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟ فقالوا : يا أبا القاسم ما كنت جهولا فأنكروا، أن يكونوا شتموه ونساءه، وانطلقوا يحلفون(كذباً) أنهم ما فاهوا بشىء مما بلغه بهذا الشأن، ثم اندفعوا فى ليونة الأفاعى يسمعون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لين القول وطيب الكلام وجميل الإطراء، ما ظنوا، أنه سيساهم فى تخفيف عقوبة خيانتهم العظمى التى صممت قيادة المدينة على إنزالها بهم.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك |
|