مدريدي ملكي عضو جديد معلومات اضافية
عدد المساهمات : 20 تاريخ التسجيل : 12/06/2012 | موضوع: مفهوم الاختلاط بين التأصيل والتضليل الثلاثاء يونيو 12, 2012 5:29 am | |
|
مفهوم الاختلاط بين التأصيل والتضليل سعود محمد العقيلي من الأهمية بمكان معرفة مفهوم الاختلاط و محدداته لكي تتضح صوره , و من خلال ذلك يمكن أن نفرق بين ما هو اختلاط وما هو غير ذلك , حيث انه لا زال هناك عدم وضوح لهذا المصطلح, مما أدى إلى كثير من الالتباس عند العامة و الخاصة , نتج عنه تساهل كبير في تناول مصطلح الاختلاط , فجعل البعض يختزل حكم الاختلاط بأنه مباح بناء على ما يرونه أنه صورة من صورة , وهو الالتقاء العابر أو التقابل غير المقصود الذي يقع في الأماكن العامة كالشوارع والأسواق و المساجد و نحوها , ثم هو بعد ذلك يقيس باقي صوره على هذه الصورة , ولاشك أن هذا تجن واضح و تحريف للكلم عن مواضعه . إن الاختلاط في عالمنا الإسلامي و العربي في العصر الحاضر , أصبح له صور كثيرة و متعددة كما هو الحال في العالم الغربي الذي لا يقيم للدين و الأخلاق وزنا ، ذلك أن الاختلاط صنعة غربية تم تصديرها إلينا ونمط اجتماعي غربي فرض علينا . إن الاختلاط هي القضية الأساس التي يسعى المفسدون لنشرها في المجتمع و يستميتون في إقناع الناس بها , و يوجدون لها المسوغات بل و يجعلونها من الضرورات , و يعزون كل بلاء في الأمة وتخلف و انحطاط إلى ما ساد من عزل المرأة عن الرجل في التعليم و العمل و غيره !! . و يعلم المفسدون أنهم إن نجحوا في نشر ثقافة الاختلاط فإن ما بعده من الإفساد سيكون أهون , والمجتمع إليه أسرع , وهنا مكمن الخطر . إنني اعد الاختلاط نازلة من النوازل الفقهية في هذا العصر, جرت إلى مفاسد كثيرة , ومن قارن حال العالم الإسلامي قبل بدعة الاختلاط وبعدها , تبين له الفرق الكبير، ولكل قارئ أن يتساءل ما هو الاختلاط ومحدداته ؟! فأقول وبالله التوفيق : يرتبط المعنى الاصطلاحي بمعناها اللغوي ارتباطاً وثيقا , وقد تكتسب الكلمة معان متعددة بحسب عوامل متعددة , إلا أنها تظل مرتبطة بمعناها اللغوي , ومن ثم يمكن الوقوف من خلال استعمالاته اللغوية السليمة على حقيقة المعنى الاصطلاحي . الاختلاط لغة : الخليط و المخالط كالنديم للمنادم و الجليس للمجالس . واختلط القوم في الحرب تشابكوا ، و خالط الذئب الغنم وقع فيها . ورجل خلط يتحبب إلى الناس و يختلط بهم قال طرفة
خالط الناس بخلق واسع -- لا تكن كلباً على الناس تهر ورجل خلط مختلط بالناس متحبب , وامرأة خلطة كذلك أي مختلطة بالناس متحببة لهم . و الخِلط المختلط بالناس يكون الذي يتملق و يتحبب إليهم والأنثى خلِطة . والعرب تقول اخلط من الحمى يريدون أنها متحببة إليه , متملقة بورودها إياه , واعتيادها له كما يفعل المحب الملِق. قال السيوطي أصل الخلط تداخل أجزاء الأشياء بعضها في بعض وقد توسع فيه حتى قيل رجل خلط إذا اختلط بالناس كثيراً ,وعليه فنلحظ في المعنى اللغوي أن الاختلاط يكون فيه تحبب وتودد وتوسيع للأخلاق و تحسينها . لذا فهو قريب المعنى جدا لبعض معاني الاختلاط الاصطلاحي الذي سنذكره قريبا ,و قد وردت الكلمة وبعض مشتقاتها في القرآن الكريم: 1_(ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير و إن تخالطوهم فإخوانكم ) أي تشاركوهم في المطعم و المشرب و المسكن و الخدمة . 2- (وان كثيرا من الخلطآء ليبغي بعضهم على بعض ) فالخلطاء الشركاء و الأصحاب . وكذلك وردت الكلمة و مشتقاتها الدالة على المعاني نفسها في السنة ومن ذلك ما يلي : 1- ما رواه ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال (المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على آذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم ) 2- ما رواه ابن ماجه بسند صحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخالطنا حتى يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ . 3- ما رواه البخاري في باب طواف النساء مع الرجال، قال عطاء: لم يكن يخالطن الرجال كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم . 4- وقد أخرج أبو داود في سننه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج المسجد فاختلط الرجال بالنساء فقال رسول آله صلى آله عليه و سلم: استأخرن ---- الحديث أما تعريف الاختلاط اصطلاحا : فهو اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم اجتماعاً يرفع الكلفة ويزيد الألفة وهو كذلك تزاحم بالأبدان و تماسها . ففي هذا التعريف نلحظ انه أشار إلى نوعي الاختلاط سواء كان في تماس الأبدان و تقارب الأنفاس ولو لم يكن هناك سابق معرفة كما يحدث في الأماكن المزدحمة و الضيقة وهذا ما يسمى بالاختلاط الحسي . أو كان هذا الاختلاط بدون تماس غالبا كما هو الحاصل في التعليم المختلط والعمل المختلط , حيث تتكسر الكثير من الحواجز بين الجنسين بسبب طول الاجتماع , فقد يرى الرجل زميلته في العمل أكثر من زوجته و كذلك العكس , فينتج عن ذلك ارتفاع الكلفة و زيادة الألفة فيحصل بذلك تقارب القلوب و النفوس و استحسان للمحادثة و تلذذ بالجلوس و الحديث و تبادل النكات و الطرائف وقد يحصل بهم الأمر أن يدعوها أو تدعوه أن يتناولا الطعام سوياً ، كل ذلك بحجة الزمالة و قدم المعرفة و ثقتها بأخلاقه وهنا مكمن الخطر ذلك لأن الله قال في كتابه ( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) وقال ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) فالخضوع بالقول و صوت الخلخال داعيان للزنا وأنهما طريقان إليه , فجاء تحريمهما سدا و حسما للشر من أصله , بل و جاء هذا الكلام في كتاب الله صريحاً لكي لا يختلف فيه المسلمون , ولكي يعلموا أن سد الطرق الموصلة للزنا , أمر أوجبه الله تعالى ليس خاضعاً لاجتهاد عالم ولا لإنكار منكر.. ولكل عاقل أن يقارن بين ما يحدثه خضوع المرأة بصوتها , وكذلك صوت خلخال إذا ضربت به الأرض , وبين ما يحصل في الاختلاط مما ذكرنا آنفاً من ارتفاع للكلفة وزيادة للألفة و تبسط في الكلام , أيهما أشد ضرراً على قلب الرجل ؟! فإذا كان الله قد حرم على المرأة أن تخضع بالقول ولو لمرة واحدة مع رجل لا تعرفه في سوق أو مكان عام , فما بالك بالخضوع بالقول بشكل دوري و يومي , بل وأشد من ذلك كالتبسم والضحك والتبسط في الحديث وطول المقابلة والجلوس، و كذلك بالنسبة للخلخال فأيهما اشد أثرا هذا الذي يحدثه فرقعة الخلخال لامرأة مرت مروراً عابراً برجل أجنبي لا يعرفها أم الاختلاط بها لساعات طويلة ؟ وكذلك بالنسبة للتطّيب والتعطر فالنبي صلى الله عليه و سلم يصف المرأة المتطيبة بالزانية , هكذا بكل وضوح و صراحة مع أنه عليه الصلاة و السلام عفيف اللسان نظيف المنطق كما قال عنه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما , ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحشا ولا متفحشا , ومع ذلك يصف المرأة المتعطرة بهذا الوصف ، فالمرأة العاملة في مجمع الرجال , كيف لها أن تتقابل مع زملائها في العمل ورائحة العرق و نحوه تخرج منها بل و قل اشد من ذلك إذا كانت في فترة الحيض, وقل مثل عن الطالبة في قاعة الدراسة . و كذلك بالنسبة للنظر فكيف يغض احدهما بصره عن الآخر و هما يجتمعان في مكان واحد طيلة الوقت وقد يمارسان عملا مشتركا كالطبيب مع زميلته الطبيبة أو الممرضة أثناء إجراء عملية أو تطبيب مريض , و كذلك الأستاذ مع طالباته أو الأستاذة مع طلابها في قاعة التدريس أو الطالب مع زميلته في قاعة المختبر , فكيف يمكن لهؤلاء أن يلتزموا بقول الله تعالى (قل لمؤمنين يغضوا من أبصارهم ...) و قوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ... ). وقول النبي صلى الله عليه و سلم عندما سأله جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن نظر الفجأة فقال علية الصلاة و السلام :اصرف بصرك، وقوله لعلي رضي الله عنه ياعلي لا تتبع النظرة النظرة , فإن لك الأولى و ليست لك الثانية . كيف يستطيع الطالب أن يتابع شرح معلمته دون النظر إليها مرة بعد أخرى, وكذلك الحال مع زميلاته في القاعة ماذا عساه أن يفعل وكيف يستطيع غض بصره ؟ , وهو كلما أرسله اصطدم بصره بهذه أو بتلك . تلك بعض الإشكالات التي أفرزتها ثقافة الاختلاط , ذلك لأنه نمط اجتماعي غربي لا يتناسب وواقع المجتمعات التي تدين بالإسلام , ناهيك عن ما ينتج عنه من الفساد كالزواج السري الذي يتم بدون إذن الأهل والتحرش الجنسي والزنا وليس هذا مقام الحديث عن ذلك هنا . وللحديث بقية ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك | |
|
|